أحمد الحسني البغدادي في عيون معاصريه تقييم الاستاذ حامد الكرعاوي

أحمد الحسني البغدادي
في عيون معاصريه
تقييم الاستاذ حامد الكرعاوي
تأخرت قليلاً في كتابة مقالتي المتواضعة هذه، وأنا أتجول بأريحية مطلقة في مطالعة هذا السِفر النقدي المعرفي الثمين - نقد العقل الديني .. أديان الأرض ودين السماء - نعم الثمين بكاتبه أولاً وبإثراء قريحته ثانياً ، وبجرأة طرحه في وضع اليد على مكامن مشاكل التخلف المستشري في المجتمع ووضع الحلول الثورية الناجعة، بروحٍ رسالية تقدمية متنورة ثالثاً، متكئ في ذلك على إرثٍ فكريٍ تغييريٍ عريق.
فقيه متمرد على الموروث كالسيد أحمد الحسني البغدادي ،يجب أن تأخذ كتاباته حيزاً كبيراً لدى الاوساط الأكاديمية والدينية، بل وينبغي على الكتاب والمثقفين والباحثين الزج بآرائه التنويرية الثورية بين ظهراني المجتمع الإسلامي والعربي ، وخاصة تلك التي ليس لديها أية قدرة على مراجعة أفكارها وأيدلوجيتها.
ما سطره المرجع البغدادي في كتابه الموسوم "نقد العقل الديني - أديان الأرض ودين السماء" لهو حري بأن ينال إهتمام رواد المنابر الحسينية، فكانت "غفوته" يقضة وهو يتأمل ما حدثه به جده السيد محمد الحسني البغدادي (قده) من ضرورة كتابة قراءة جديدة في نقد التقاليد الغريبة التي أساءة إلى سمعة الدين الحنيف.
سيما ونحن على أعتاب ذكرى المسيرة الحسينية العاشورائية العظيمة، بل وأن تُصبح مضامين هذا الكتاب محط رحال من يبحث عن الرؤية المنبرية المتنورة التي تأنف تصدير الخزعبلات والتخريفات كمرويات مسلمة مقطوع بصحتها.
لقد وضع السيد أحمد الحسني البغدادي يده في عش الدبابير - كما يعبرون - وهو يرشق كهنة المعابد وجبابرة المال والإقتصاد بإسم الدين زورا وبهتاناً، بوابلٍ من الطروحات العابرة لنصوص واللصوص، يحمل فأساً إبراهيمياً ربانياً دون الالتفات إلى الوراء الرجعي التقديسي المزيف.
هذه دعوة لكل من ينشد الصحوة الفكرية ويرغب في مراجعة موروثه ومحاكمة إيديولوجيته التي أستحكمت على رؤويته طوال عقود خلت ، أن يكرس جهدا من وقته لمطالعة جل ما خطته هذه اليد النقية التي لم تتلطخ بمصافحة كاهن أخرق أو جلاد أحمق.. والله من وراء القصد .
حامد الكرعاوي
ليلة عيد الأضحى المبارك ١٤٤٣ هجرية