تقييم الكاتب السيد عادل الياسري صاحب كتاب “جهاد السيد نور الياسري” لسماحة الفقيه المرجع السيد احمد الحسني البغدادي بيان ثبوت هلال شهر شوال الأغر في الثقافة الدينية.. إضاءات وتأملات تفسيرية جديدة بيان حول حلول شهر رمضان المبارك بيان حول حلول شهر رمضان المبارك كلمة مودة فقيه ناقد لن يهدأ رسالة تقييم حول الاصدار الجديد في الثقافة الدينية زيارة الدكتور امير العطية والوفد المرافق له لسماحة الفقيه المرجع القائد دام ظله في الثقافة الدينية

حاكمية «الفقيه» رقابة أم تقويض


حاكمية «الفقيه»

رقابة أم تقويض



س: من خلال خطابك السياسي وكتاباتك الفكرية انك لا تعطي الدور القيادي للرمز (الفقيه!!..) الم يكن هذا التوجه باعتباره اسقاط حاكمية الفقيه، وولايته على شؤون الامة باعتباره هو امتداد للامامة المعصومة الشرعية ؟..

ج: في هذه المسألة ينبغي مراعاة ثلاث وجوه في ذلك:

 الوجه الاول: من هو الفقيه الذي تقصده أهو الشخص ام المشخص ؟!.. فأن كان الشخص فلا وجه لتقديسه لعدم عصمته بل الواجب تنبيهه عن ارتكاب الخطأ وتوجيهه عن الزلل ولا يؤطر هذا على جهازه الاداري (الحاشية) فقط بل هو واجب على الامة كل الامة.

وان كان المشخص فالتقديس الواجب والانقياد الكلي هو: للقيم والمباديء الاسلامية الكبرى لا للرمز (الفقيه) اذ هو على فرض جامع لمكونات الشخصية الاسلامية المتكاملة ليس سوى المعبر عن تلك القيم والمباديء فالمفروض ـ إذن ـ على الإنسان المسلم ان يأخذ بدوره في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ويبدأ اولا وقبل كل شيء بـ (الرمز) ويحاسبه!!.

قد تعترض لماذا تترك مفاسد العالم وتطالب لتطبيق هذه الفريضة على الرمز!..

 المسألة من حيث المبدأ لا تحتاج إلى تفسير.. الواجب الشرعي يحتم البدء بالرمز بوصفه الزعيم الديني والحارس على البيت الاسلامي فالاهتمام بترتيب البيت الداخلي اولى من الاهتمام بغيره هذا من جهة ومن جهة اخرى ان الرمز هو داعية النهوض الرسالي بمستوى الامة وثقافتها وحاجاتها وهو من يلزم نفسه بذلك فدعوته لهذه الفريضة الواجبة من باب قاعدة الالزام وان طرح هذه الشيء ليس من باب الغيبة والتعرض لمقام المرجعية والتعريض بها وان كل من يطرح هذا الاشكال غير متفقه بداهة ان الغيبة المحرمة شرعا هي ما كان بين المؤمنين بعضهم البعض اما مع رموزهم فأن الواجب عليهم تذاكر ذلك بينهم لانه مقدمة لاختيار وتشخيص الصحيح من الفاسد منهم.. نعم هذا الاشكال يصدر من بعض المتحجرين والجهال كالقول الشائع: «لحم العالم مسموم» ولم نجد اصلا لهذا القول في الكتب الحديثية الصحيحة بل هو من ترويج المشبوهين بل اقول صراحة متناهية لو التزمت الامة بهذه الفريضة لتحققت الرقابة الميدانية الحقيقية المرجوة على قيادتها فينحل بذلك جانب من جوانب الاشكالية الرمزية منها والصنمية.

الوجه الثاني: انا اسلم بذلك لتقديم الفقيه في ميدان الجهاد والعمل الصالح لا لتقديسه وتحويله إلى رمز يضر اكثر مما ينفع وما ذلك إلا ان يطلب منه العطاء الوقاد اكثر مما يأخذ فلا وجه للرمزية في كل ذلك بل لا وجه لما عليه البعض من الاهتمام لشأن الرمز فقط وترك الناس من العقلاء والحكماء فلا قيمة (للعامة) عندهم قط ولو تجرأ أي واحد من عامة الناس على قول كلمة حق تجاه الرمز واشار إلى امر بمعروف أو نهي عن منكر في شأن يخصه فأنهم يمارسون معه الارهاب الفكري بل حتى في الاوقات العصيبة لا يكلفون انفسهم ولا يجرأون على مراجعة هذا الرمز أو ذاك البطل عن الخطأ بل يصورون على تلك الخطأ انه صواب بلا حوار ولا نقاش من خلال التلاعب بالالفاظ وتخريج المعاذير اللا عقلانية بل وتراهم لا يتأثرون لمأساة تمر بالامة من قبل الاحتلال الاجنبي الكافر على شعبنا في العراق ولا يبدون رأيهم بحرمة هذا الاحتلال لبلد الانبياء والاوصياء والعلماء المجاهدين الابرار التي لا تجوز الامرة عليه من خلال ادلة وجوب القتال من أجل الدين، وادلة وجوب النهي عن المنكر وادلة وجوب نفي السبيل للكافرين على المسلمين وادلة وجوب حرمة التعاون مع الكافرين وكثير غيرها من الادلة القرأنية والحديثية الصحيحة …فهل هذا الصمت المطبق من شريعة الإسلام بشيء ؟! وهل يمت للدين بصلة ؟! أو ليس علي (عليه السلام) عندما سمع بأن جيش معاوية انتزع خلخالا من معصم امرآه ذمية يبلغ به حد الانزعاج والاسى إلى ان يقول في خطبته: «فلو ان مسلما مات من هذا اسفا ما كان به ملوما بل كان به عندي جديراً» ؟!..

فما بالنا اليوم فقدنا قيمة المثقفين والعمال والفلاحين والكسبة..  فلا نتأثر بما يلم بالمستضعفين من الناس بل ننشغل بالرموز وحسب؟!..

الوجه الثالث: ان ذلك لا يعني ابدا مصادرة رأي الامة والغاء حقوقها، ومنعها من تقرير مصيرها حيث ان هذا الكلام لا اصل له بل الحق ان الامة تقرر مصيرها ومن خلال التصويت أو الانتخاب أو البيعة لنفسها.. كل دقائق التوجيه والادارة.. وكل ما يتعلق بالسياسة والاقتصاد والاجتماع وغيره.. والمستفاد من جميع ادلة رقابة الامة على فقهائها.. ان للامة القرار الاول والاخير في كل ما يخصها.. وما دور القادة والرموز لها ما يسهل ويوضح لها طريقها المستقيم ويتولون عنها المطالبة بحقوقها فهم، لسانها الناطق وعقلها النير والواجب ان تتجسد فيهم كل احلامها وطموحاتها.

نعم الواجب على الرمز (الفقيه) ان يتدخل فيما لو حدث خرق في الثوابت الاسلامية في موقف جماهيري أو تصويت شعبي وهذه حالة نادرة على ما اعتقد فألامة متدينة بالفطرة وتواقة إلى شريعة الإسلام الخالدة، وتطبيق احكامها ومنطلقاتها وتصوراتها بل وجدنا الكثير الكثير من الناس يذكرون الرمز (الفقيه) بغير ما فيه ويرتبون قصصاً وكرامات ليست له، ويسوقون الاساطير والخرافات التي لا تعقل في حقه؟!..

الم يكن من الواجب محاربة هذا الجهل والتسطيح الفكري؟!.. 

اليس من الواجب ان يكشف للامة ان الرمز يدرس علوم الشريعة العملية للنهوض بها وان لا شأن له بمعرفة الغيب ؟!..

الم يكن من الواجب تنبيه الامة حرمة التقديس والتعظيم الاعمى؟!..

فالمتحصل من ذلك كله.. ان الهدف هو الامة لا الرمز مهما بلغ ما بلغ من الجهل المطبق بل ان البعض مما لا دين له ولاعقل يرسخ التسطيح الفكري والثقافي والسياسي عند البسطاء ليتقرب بذلك من هؤلاء الرموز المتصدين للمرجعة الشيعية الاسلامية متناسيا ان ذلك شرك بالله تعالى، فالواجب على شعبي واهلي في العراق ان يترك النظر إلى تعظيم الرمز مهما كان بل ينظر إلى رؤاه السياسية والفكرية والاقتصادية فضلا عن التطبيق والتصرفات لتسمح لهذا الرمز أو ذاك أو يحمي قضيتها.

لا توجد تعليقات

أضف تعليقك

  • عريض
  • مائل
  • تحته خط
  • إقتباس

من فضلك أدخل الكود الذي تراه في الصورة:

Captcha