«دين العقل وفقه الواقع» لعبد الحسين شعبان (1) مدخل الى منظومة التخلف المجتمعي الفقيه أحمد الحسني البغدادي ونقد العقل الديني قراءة على أُطروحة نقد العقل الديني قراءةٌ بمناظراتِ المفكِّر الدكتور عبد الحسين شعبان قراءة في كتاب (نقد العقل الديني) نعم للحداثة الاسلامية لا للمؤسسة «الدينية» الفقيه البغدادي أنموذجاً احمد الحسني البغدادي.. كما عرفته احمد الحسني البغدادي.. ظاهرة جهادية ومعرفية قراءة في كتاب: دين العقل وفقه الواقع

مشروع الفتنة بين المعتدل والمتطرف


مشروع الفتنة

بين المعتدل والمتطرف



س: ظهرت على الساحة الإسلامية فتنة الصراعات المذهبية والطائفية والعشائرية والمناطقية والإقليمية.. كيف نستطيع أن نتصدى لذلك ونفشل مشروع الفتنة؟..

 نحن نعيش مشروع فتنة على أرض فلسطين بين الفتحاويين والحماسيين.. وأصبحنا نعيش مشروعا للفتنة بين السنة والشيعة، وبين العرب والاكراد والتركمان في العراق، وبين العرب والبربر في الجزائر، وبين المسلمين والأقباط في مصر، وبين الإقليميين والعروبيين في لبنان.. وأصبحنا نعيش مخططا رهيبا مرعبا للصراع المحتدم بين الخندق المعتدل والمتطرف في النظام العربي والإسلامي الرسمي.. وأصبحنا نعيش في ظل دورٍ انتقائيً لجمهورية إيران الإسلامية فهي: في فلسطين ولبنان تساند المقاومة والمواجهة، وهي كذلك في تحالف استراتيجي مع سوريا في التصدي والصمود ضد أميركا وإسرائيل،  بيد أنها في أرض الرافدين الأشم وبمنظار الدول الإقليمية  تؤيد العملية السياسية،  وتعتبرها أمراً مقبولا وطنيا ومقدمة لخروج المحتل الاجنبي، ولذا تجدها أول من بارك انعقاد مجلس الحكم الانتقالي، واعترفت بشرعيته التي أسسها المندوب السامي الأميركي "بول بريمر" والمجلس يساند الاحتلال الأميركي ـ البريطاني،  ويطالب ببقائه إلى أمد غير محدود تحت ذرائع متعددة، منها: الاستجابة لاستحقاقات المرحلة،  والخضوع للواقعية السياسية والتوفيقية التي تقتضي ذلك، وهو صراع في غاية الخطورة والتعقيد ويكشف في أوجه تجلياته بين قوى الاعتدال والتطرف،  وبين الشيعة والسنة ويعرض جميع الأطراف الإقليمية ومنجزاتها ومكتسباتها للدمار والبوار،  ويستهدف جر المنطقة برمتها إلى أوضاع مرعبة،  وبالتالي يخدم المصالح الأميركية، والأطماع التوسعية للكيان الصهيوني.  

من هنا.. لا يمكن الإجابة عن هذا السؤال بشكل تفصيلي، وليس هروبا، بل ينبغي لنا ـ برأيي ـ أن نواجه هذه الفتنة، ونحاول وأدها من خلال عقد المزيد من الندوات الثقافية والفكرية فيما بيننا من باحثين ومثقفين ومنظرين في سبيل أن نرسم الخطط العلمية التي نستطيع من خلالها توعية الأمة وتعبئتها في مواجهة القاعدة الإمبريالية القذرة: «فرق تسد» ومن خلالها العنوان الأولي بالعنوان الثانوي حيث وظفت التناقض الرئيسي بالتناقض الثانوي لصالحها حتى ظهر الأمر وكأن العنوان الثانوي على أنه قاعدة رئيسية في القضايا الإقليمية والدولية.  

من هنا..أوجه كلمتي إلى أبناء الأمة على اختلاف مذاهبهم وقومياتهم وألوانهم أنَّ الواجب الإسلامي يحتم عليكم أن تتخذوا موقفا رساليا ثوريا حاسما في حرب العولمة الرأسمالية الربوية الأمريكية المتوحشة، إن كنتم مسلمين حقا وتؤمنون بالله واليوم الآخر. 

والسيناريو اليوم ـ لا سمح الله إذا قدر ـ في هذه المواجهة أن ينتصر المشروع التلمودي الصهيوني الأميركي في المنطقة، وفي العالم كله عبر الحاق الهزيمة المنكرة بالمقاومة السياسية منها والعملياتية في فلسطين، أو في أفغانستان، أو في الشيشان أو في كشمير، أو في لبنان، أو في العراق، فان الأوطان ستغرق في ذل العبودية، وفي شرك شريعة الغاب، وتفتيت الجغرافيا، والمجتمعات الإسلامية، وتكوين إقطاعيات وكانتونات على أسس إثنية وعرقية،  وتحت ذرائع شتى أغلبها مفبرك من الدوائر الخاصة بالمؤسسة العسكرية الصهيونية. 

اليوم..الأمة المسلمة أمام فرصة تاريخية حضارية للوحدة المتراصة، وتجاوز الجراح في الآلام والأحزان، والخلاص الأبدي من الحرب الأهلية الإثنية منها والعرقية التي لا تحمد عقباها لا على أرض الرافدين وحسب، وإنما في كل الأوطان العربية والإسلامية حيث سيلقى بحممها بلا حياء، ولا حرج، ولا مبالاة، ولا شفقة آدمية ولا ينجى منها أحدٌ، وربما تصل في نهاية المطاف إلى اهتزاز السلم العالمي. 

واليوم.. الأمة أمام فرصة إنسانية حضارية لإنجاز انتصار تاريخي عظيم على المشروع الامريكي الصهيوني وإنهائه في المنطقة وفي العالم كله.  وأنا لم ولن أكونَ مبالغاً إذا قلت إننا  في أرض الرافدين الأشم كمقاومة إسلامية أسقطنا هذا المشروع، وقدمنا بإمكانياتنا المتواضعة نموذجاً لمجاهدين مناضلين أشداء على الكفار، واستطعنا أن نسقط مشروع الشرق الأوسط الكبير.

لا توجد تعليقات

أضف تعليقك

  • عريض
  • مائل
  • تحته خط
  • إقتباس

من فضلك أدخل الكود الذي تراه في الصورة:

Captcha