مكافحة الإرهاب أسطورة مصطنعة
مكافحة الإرهاب
أسطورة مصطنعة
س: هناك أقوال متضاربة حول توقيت مكافحة الإرهاب الدولي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.. هل هي حرب دينية، أم سياسية؟..
ج: قضية مكافحة الإرهاب الدولي في تصوري أسطورة مصطنعة، وليست صادقة للدفاع عن الاستضعاف في العالم، ولا تخلو من الكذب والتزوير والتضليل بالنسبة للمستضعفين.. بالأمس كانت الحرب الضروس على خطورة وباء انتشار المادية الماركسيةـ اللينينية الهدامة أبان الحرب الباردة.. واليوم هذا السيناريو وهذه الأسطورة المصطنعة (بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وانفراط حلف وارسوا) تحولت الحرب على الإرهاب والإرهابيين من خلال مقومات حقيقية ما يعرف اليوم بالوسائل الثلاث الرئيسية المقروءة والمسموعة والمرئية، ولاسيما في الصحف الأميركية «الواشنطن بوست نموذجا» والبريطانية مثل «الديلي تلغراف» والإدارة الأميركية، وبعض المهيمنين في الاتحاد الأوروبي، وبالتالي تلقفتها النخب الفكرية والثقافية العربية ـ للأسف الأسيف ـ للدفاع عن صدقية هذه الأساطير، وبوجه المصدومين والمشككين وتصورات الناس العاديين، بل ساهمت بأساليب جديدة، وأطروحات مستحدثة لا حصر لها في بناء الصور الديماغوجية، وبواسطة الدعاية الغوغائية عن مكافحة الإرهاب والإرهابيين.. هذا هو التصور الأول، وأما التصور الثاني بالنسبة لنا ـ كإسلاميين ـ فلا تعني الحرب في تصوراتنا وحساباتنا الآنية والمستقبلية، وما هي إلا حرب على الشريعة الإسلامية الخاتمة، وعلى معظم الجماعات الإسلامية التي تحاول من خلال المقاومة السياسية، أو من خلال المقاومة العملياتية الميدانية بوصفها أعمالا إرهابية إجرامية، ولنتأمل إلى أي مدى صار دعم فلسطين والعراق في انتفاضتهما وجهادهما المشروع لاسترداد ذاتهما، والدفاع عن حقوقهما عملاً خارجاً غير مشروع في قاموس السياسية الغربية والأميركية الحديثة!!..
إن الخوف والهاجس الاستشراقي التوراتي الإفرنجي الأزلي الثابت القديم ذاته هو مصدر لخوف وهاجس جديد ولاسيما لدى تيار المحافظين اليمينيين الراديكاليين بشماعة مكافحة الإرهاب الإسلامي الذي يستهدف تهديد الأمن القومي الأمريكي والغربي، أو نسف بناه الاجتماعية والتحتية بالمرة، ما حدث بالفعل في الحرب الاستباقية ضد أفغانستان بعد أحداث الحادي عشر من أيلول ـ سبتمبر العام 2001م، وبذلك ظن المحافظون الجدد أنهم حققوا بـ "الفعل" انتصاراً كاسحا، وإنجازا عظيما، وتغييرا جوهريا في معادلة الصراع والمواجهة، وكذلك في فن المراوغة القاسية والتدمير المنهجي لتعرية الجهاد الإسلامي بقسميه، وربما نسفه؟ عبر النموذج الإسلامي (المعتدل) والمكافح من أجل تحقيق الإستراتيجية الأميركية في المنطقة الراغبة في تشكيلها وترتيبها بما يحمي إحدى ركائز أمنها القومي إسرائيل أولا وأخيرا في المنطقة العربية التى تعيش لحظة هزيمة حضارية، وانكسارا رسميا محزنا أمام غطرسة واستكبار عولمي رأسمالي ربوي أمريكي متوحش. وفي هذا الإطار تخشى أميركا صعود هذا النموذج من الإسلام السياسي الثوري الراديكالي، وتحس بأنه الأقوى فاعلية على المستوى العالمي باعتباره يؤمن بعقيدة الجهاد الإسلامي السياسي والمسلح بوصفه الطريق الوحيد الفريد لتحرير الإنسان نوع الإنسان من الاستعمار الأمريكي، واستيطان الكيان الصهيوني.