مواجهة الاحتلال
مواجهة الاحتلال
س: لو كان علي (ع) موجوداً بالفعل لا بالقوة.. فهل سيكون راضياً عن معركة غير متكافئة بين مجاهدي العراق، وقوى الاحتلال الأميركي – البريطاني، ولو كان الإمام علي(ع) موجوداً، فما هي خطة المرحلة القادمة التي يتحرك فيها مع هؤلاء في مواقعهم، وأي طريق سيسلك بالشبان المسلمين؟..
ج: سيسلك الطريق الذي بدأه في عصر الرسول والرسالة، لأن أميرَ المؤمنين علي(ع) عندما دعا إلى الله الواحد القهار، وجاهد في سبيله، وعمل بكتابه، وتبع سنة نبيه، وعندما صبر على الأذى من قادة عناصر الثورة المضادة، وعندما واجه عمق هذه التحديات الجاهلية كلها استقبلها بهذا العقل النير، وبهذا الأسلوب الملتزم في سبيل صيانة التوحيد والرسالة والقرآن، ولو أنَّ أميرَ المؤمنين علي(ع) عاش في هذه المرحلة المصيرية، والتحدي الحضاري الاستكباري لكان مجاهدو العراق المرابطون الصابرون هم جنده وأنصاره وأعوانه لمقاتلة الأميركان، وإنهاء احتلالهم لدار الإسلام، بل هو أول من يتحرك في طليعة المجاهدين المقاتلين الأشداء لمناهضة الاحتلال من غير رجعة، وهذا ما أكد عليه السيد الأستاذ الأكبر في كتابه الفقهي الخالد:«وجوب النهضة» حيث كتب قائلاً:
«إنه لا يخفى أنَّ الدفاعي في زمانه(صلى الله عليه وآله وسلم) وزمن الخلفاء، وأمير المؤمنين (عليه السلام) من الأمور الارتكازية، والأحكام الفطرية.. ألا ترى أنه لو هجم الكفار على الكوفة في زمانه(عليه السلام) لوجدناه مقاوما مدافعاً غير معتذر بعدم الضرر في الدين.. نعم ربما يعلل ذلك بذهاب الدين، لكن لا من باب العلة فيه، بل من باب التأكيد والتشجيع ونحو ذلك.
وبالجملة من تأمل ذلك في زمانه أدنى تأمل، وجد ذلك من الأَحكام المسلمة الغنية عن إقامة الدليل عليها.. نعم منشأ التشكيك في ذلك من بعض الناس في زماننا أما مكائد العدو، وأما الألفة الحادثة، وأما الأغراض الفاسدة، وأما ذهاب الصفات كالغيرة، وأما الجهل لبعد المسافة، والمدة بيننا، وبين نبينا(صلى الله عليه وآله وسلم) القاضي بعدم الإحاطة بما ابتنى عليه دين الإسلام من فضاعة كوننا تحت سلطة الأعداء»(1).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وجوب النهضة، رؤية تأسيسية إستباقية حول الجهاد الدفاعي، للإمام المجاهد محمد الحسني البغدادي، تحقيقات وتعليقات وترتيبات فصوله: أحمد الحسني البغدادي، ص: 323، ط: 2009م بيروت.