كلمة الجمعة لسماحة الفقيه المرجع السيد احمد الحسني البغدادي دام ظله بتاريخ ١۹ جمادي الاولى

كلمة الجمعة
إن خطابات المسؤولين الاسلاميين والاسلامويين القابعين في المنطقة الخضراء بحراسة الاحتلال الاميركي المباشر هي دائماً كذب وخداع وتضليل.. عندما لا يكون تهديداً ووعيداً صريحاً. خطاباتهم وعود معسولة تحت شعارات تختفي وراءها أضخم الأكاذيب، وأخبث الطغاة الزنادقة والابالسة ليؤدوا آفاتهم المسمومة الخبيثة، تحت الاسماء المحببة. تحت الاعلام الملونة. تحت الصيحات الصارخة: الوعود بالتغيير الاصلاحي الحاسم، الخطط الانمائية والاقتصادية والفكرية والعلمية، وبالتالي تحقيق منجزات الحياة الحرة والعيش الكريم بين شرائح المجتمع المختلفة، كلها نفاق وهراء اعتادت عليها الجماهير المحرومة المقهورة، وهي بدورها لا تستطيع الاحتجاج والغضب ضد شيء، ولا تحتج بالشعور أو بالرؤية أو الرفض أو المقاومة. إنها إذن، لا بد حتماً أن لا تحتج وانما تصيح وتهتف بلا احتجاج بلا رفض بلا رؤية بلا مقاومة. وبالتالي اصبحت «تنافق وتضلل» حين ادعاء الولاء، وتتظاهر بالتبعية الذيلية المهينة والمذلة على الصعد كافة بين المتسلط والانسان المستضعف المقهور يشمل كل العلاقات الخاصة والعامة على حد سواء:
كذب في علاقة الحياة الزوجية.. كذب في إدعاء مزاعم الكرم والجود بوصفه يحتل مكانة مرموقة لا نجد لها نظيراً في الدول الصناعية.. كذب في المعتقد الإيماني والعقيدة الاسلامية.. كذب في إدعاء المثل والمبادئ، والقيم، كما يكذب رئيس مجلس الوزراء انقاذ الوطن من وجود الدولة العميقة التي تثير التوتر الإثني أو الديني أو العنصري.. كما يكذب الموظف على صاحب الحاجة بذريعة الالتزام بالروتين المعمول في دوائر الدولة.. كما يكذب كبار مسؤولي اللا دولة يصرحون علانية نحن لم ولن نسرق المال الشرعي العام ابداً. بل هم كذابون يسرقون بلا احتياج، أو ضرورة، أو صواب باسم «مجهول المالك». هؤلاء السراق المعتكفون في المنطقة الغبراء المحصنة هل يوجد مثلهم نذالة وقبحاً واستحقاقاً للفضيحة، أو العقاب، والعذاب. إنّ سرقاتهم هذه يا رب الأرباب والاكوان حولت العراق الى موت وقحط وخراب وفقر ويأس وأحزان والى جوع ودموع وآهات وأنات وعاهات وتشويهات..
احمد الحسني البغدادي
النجف الاشرف
١۹ جمادى الأولى ١٤٤٣هـ