رسالة مفتوحة لسماحة الفقيه المرجع احمد الحسني البغدادي الى العراقيين الاماجد حول انبثاق التظاهرات في المدن العراقية
رسالة مفتوحة لسماحة الفقيه المرجع
احمد الحسني البغدادي الى العراقيين الاماجد
حول انبثاق التظاهرات في المدن العراقية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين قاصم المفسدين، مبيد الظالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين، وعلى اصحابه المنتجبين، وبعد:
وصيتي الى أبنائي في العراق الجريح الواجب الشرعي يحتم عليكم ان لا تستكينوا بمسكنات ترقيعية يقدمها اليكم هؤلاء، الذين عاثوا فيكم تسيباً وضياعاً وبواراً وأنهاراً من الدماء.. فانهضوا وتوحدوا واختاروا من بينكم قيادة حركية رشيدة، لا تنتظرون فيها الى مذهبية أو قومية فكلكم عراقيون أطياب أصلاء قادرون على إصلاح ما أفسد هؤلاء، وقادرون على إستئناف البنى التحتية والاجتماعية التي حطموها. ولهذا فعليكم ان تواصلوا تظاهراتكم واعتصاماتكم السلمية في ساحات التحرير، حتى تحقيق طموحاتكم، وتنفيذ شروطكم المشروعة، إكراماً لعشرات ملايين العاطلين والجياع، وإكراماً لمئات ألوف اللاجئين مهجرين ومهاجرين، الذين لم يألفوا اللجوء اطلاقاً، وإكراماً لعشرات الآلاف من الشهداء قديماً وحديثاً، وإكراما لعيون الأرامل والثكالى، التي تنزف ألماً، إكراماً لعيون الايتام تنزف وجعاً.
ولابد لي يا أبنائي أن اوصيكم الى عدم الانجرار الى المواجهة مع الاجهزة الامنية الخاصة، والمحافظة على الخطاب الوطني الاسلامي البعيد كل البعد عن الشعارات المذهبية، واعلموا انكم على حق، وانتم أمل أبناء الامة ولديكم مسؤولية القيادة النبوية الكونية التاريخية الجغرافية منذ الفيض البشري الآدمي والنوحي سواءً بسواء. ما دمتم متمسكين بالقرآن المحفوظ الأخير، والسنة النبوية الصحيحة، وبالوطن والمواطنة، فلقد طالت المحنة، وشاع مذهب التثليث لهذه العولمة المرعبة الاستعمار.. الاستغلال.. الدكتاتورية.
أقف هنا وأوكد «يا ابنائي» على سر كبير يجب ان تبحثوا عن مثل دور موسى، فيتلقى الالهام، ويتشرف بالكلام. ويمثل دور ابراهيم، فيحطم الاصنام، ويحول النار الى برد وسلام. ويمثل دور محمد في نشر التوحيد والرسالة والقرآن، وينفذ الى كل شؤون الحياة، ويتدخل في جميع قضايا الانسان.
ان صرخة ندائي صرخة شعب العراق تجمعت قوى الاستكبار الدولي والاقليمي سواءً بسواء للقضاء عليه، واتجهت كل السهام والحراب نحو قرآنه وتراثه، وسلب ثرواته وبتروله، ولكن هيهات ان يخضع شعب الوثبات والانتفاضات.. وهيهات ان يبقى أحمد الحسني البغدادي ساكتاً منهزماً أمام ما يرتكبه المفسدون من نهب الثروات، ومن إثارة الفتن بين أبناء العراق الاصلاء، وما يرتكبه الظلاميون الداعشيون من احتلال الاوطان، واستباحة الاعراض، وسرقة الاموال.. وما يرتكبه الكافرون المستكبرون من عدوان صارخ على ابنائنا المجاهدين، الذين تمسكوا بشريعة القرآن.. أو يبقى متفرجاً على مشاهد ذل العراقيين وتحقيرهم وهدر كرامتهم.
ان هؤلاء المتظاهرين البعيدين عن الخطابات والشعارات العجائزية والجنائزية الرجعية الموروثة امامهم فرصة تاريخية يجب اغتنامها هي المزيد من الصمود والتصدي، وعدم الاستجابة لدعوات الهدوء والسكينة، والوعود الكاذبة، التي تهدد إجهاض الانتفاضة، او إفراغها من محتواها الاقتصادي والاجتماعي الوطني والديمقراطي، واختزالها في مسارات ضيقة لا تلبي طموحات وتطلعات أهداف الثوار في التغيير الجذري، الذي ينهض على إقامة دولة القانون، والمؤسسات الدستورية الحقيقية.
أنا اعددت نفسي ودمي المتواضع لأداء الواجب الالهي، وفريضة الدفاع عن حرمة بلد الانبياء والاوصياء. وانا في انتظار الفوز العظيم أما النصر أو الشهادة، والنصر من العلي القدير، وأن الاسلام القائد ينتصر بالنبي محمد حبيبه، والعراقيون المستضعفون بمتابعته، وتمسكهم بشريعته الخاتمة، والله ولي التوفيق والسداد، والسلام على اخواننا المؤمنين ورحمة الله وبركاته.
احمد الحسني البغدادي
النجف الاشرف
7 ذو القعدة 1439 هجرية
20 تموز 2018 ميلادية