بيان سماحة آية الله العظمى السيد احمد الحسني البغدادي حول استفتاء تقرير المصير في «كردستان» العراق
بيان
سماحة آية الله العظمى
السيد احمد الحسني البغدادي
حول استفتاء تقرير المصير في «كردستان» العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
في ظل التحديات الداعشية الظلامية التكفيرية، وفي ظل تحطيم بنانا التحتية والاجتماعية.. تحاول حكومة اقليم «كردستان» العراق إجراء الاستفتاء الشعبوي المصادف في الخامس والعشرين من ايلول المقبل عام 2017 ميلادية المقصود منه إنشاء «دولة مستقلة» عن العراق.
إن هذه المبادرة الشوفينية «العنصرية» ستؤدي على المدى البعيد - القريب تقسيم وادي الرافدين الاشم الى اقاليم متعددة كمقدمة الى تقسيم الاوطان العربية والاسلامية، وجعلها كونتونات ودويلات عرقية وإثنية، في الوقت الذي ان العراق إقليم واحدٌ وليس عدة اقاليم منقسمة ومختلفة ومتقاتلة على الموارد الطبيعية والحدود الادارية على طول التاريخ، وهذا ما تصبوا اليه «اسرائيل»، حتى تبقى هي الاقوى في المنطقة.
ان هذا كله متوقع بوصفه نتيجة حتمية للأحداث الدموية الكارثية، التي حصلت بعد الغزوة الاميركية – البريطانية لاحتلال العراق عام 2003م.. وان هذا كله متوقع (كذلك) بوصفه نتيجة حتمية للسياسات الخاطئة، التي ارتكبتها السلطات الحاكمة المتعاقبة مع عدم الحوار والتفاهم الحقيقي الواقعي مع الأخوة الكرد، الذين يستحقون ضمان العيش الكريم، فقد عرفناهم مجاهدين مظلومين عاشوا المأساة والويلات على مر الدهور.
ان تحقيق الانفصال والتجزئة الحتمية عن الوطن الأُم فيه دمارٌ وبوارٌ وانهار من الدماء، وبالتالي يخدم المشروع الاميركي – الصهيوني في المنطقة.
من هنا.. يجب على الأُمة إسقاط هذا المخطط التآمري بكل الوسائل الشرعية المتاحة، لانه بالتالي سيؤدي الى إقامة «كردستان الكبرى» وسيظل الشعب الكردي يعاني الموت الاسود والاحمر سواء بسواء، بسبب هذه الاطروحة، التي لا تسمح بتحقيقها دول المنطقة المحيطة بها.
ومن هنا.. أناشد المرجعيات «الدينية» والسياسية والمجتمعات المدنية أن يبادروا لوأَد هذه الفتنة، والكثير من الفتن التي جاءتنا من أعداء العروبة والاسلام، ولا يمكن الخلاص منها الا باللجوء الى الحوار والتفاهم من خلال القوى الوطنية الاسلامية المستقلة، التي لم تشترك في العملية السياسية، وبناءً على الموقف الذي نعالجه لا يجوز من وجهة شرعية اجراء الحوار والتفاهم مع «التحالف الوطني» الحاكم بوصفه لم يحل المشكل بين الاقليم والمركز طيلة هذه الاعوام لكونه ليس عابراً للمحاصصة الاثنية والعرقية، التي قننها الحاكم المدني بول بريمر، وان غدا لناظره قريب.
احمد الحسني البغدادي
النجف الاشرف
2 محرم الحرام 1439هـ
22 ايلول 2017م