بيان سماحة الأخ المرجع القائد احمد الحسني البغدادي حول مسلسل مؤامرة الفيدراليات في العراق
بيان
سماحة الأخ المرجع القائد
احمد الحسني البغدادي
حول مسلسل مؤامرة الفيدراليات في العراق
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
في ظل انسحاب القوات العسكرية الاميركية المرتقب من الوطن الجريح، والمرحلة المصيرية التي يمر بها العراقيون وما تعم بهم البلوى، يسعى بعض ارباب الاجندة المتفقة مع الاحتلال ودول الجوار الجغرافي في الاهداف والمصالح لتمرير مشاريع تخدم مآربهم الخاصة من خلال تقسيم العراق الى اقاليم لاتمت الى مفهوم الفيدرالية اللامركزية بصلة بوصفه اشبه بالنظام الكونفدرالي الذي يستهدف تفتيت الوطن الاعز الى دويلات وكونتونات متعددة المذاهب والاعراق، وتقويض الولاء الوطني لصالح ولاءات بديلة تخدم العولمة الربوية الاوربية الاميركية الرأسمالية كي تبتلعَ هذا الفسيفساء العراقي الاثني. إِنَّ الوطنَ مهدد على شاكلة حكومة اكراد العراق لأنها تتبنى النظام الكونفدرالي الذي لا يعطي صلاحيات واسعة للسلطة المركزية العميلة في بغداد وشمالنا الاشم ببركات النظام الديمقراطي الاتحادي ... الفيدرالية في طريق الانفصال الحتمي عن الوطن «الأُم». في وقت أنَّ هذا الوطن يسودهُ الدمار والبوار والدماء وهتك الاعراض، وتتحكم فيه الاحزاب والميليشيات، وقد تؤدي هذه الخطوة المشؤومة داخل البيت العراقي وما فيه منَ اصطفافات خطيرة موصولة الى منازعات واقتتال حول ترسيم الحدود الادارية وتوزيع الثروات من بترول وغاز ويرانيوم وزئبق ودولار. لهذا كلَّه اطالب كل ابنائي فوراً بألاَّ ينجروا الى مخططات مشروع الشرق الاوسط الجديد «الاسرائيلي» الاميركي .. وألاَّ يتهاونوا في وضع حد لمثل هذه الدعوات التفتيتية والتقسيمية التي تتكرر بين الحين والآخر، وكلَّها تؤكد انها حريصة على الخروج من هول هذه الازمة المستعصية في سبيل الترويج لها وشد الإعلام نحوها . ونحن على ثقة، يا أبنائي، أنَّ المتآمرين مهما ساهموا في اشعال فتيل الفتنة المذهبية والعرقية والاثنية في عراق يبحث عن هوية وطنية مستقلة، وعن اطروحة تعددية شورية مؤسساتية جديدة، بيد أَنَّهم لا يستطيعون هذه المرة ان يسحقوا ارادة العراقيين الصلبة الذين كشفوا هذه السيناريو الخطير في مطلع شهور الاحتلال من خلال العملاء والجواسيس والمرتزقة على الرغم من الماكنة الاعلامية الضالة المضلة (فضائيات.. اذاعات.. صحافة.. مواقع انترنت.. غرف محادثة صوتية) مثل: الاتجاه، والعهد، والفرات، والعراقية، والحرة، وراديو سوا، والعراق الحر، وكثير غيرها.
ان المطلوب من ابنائي الاصلاء في ظل هذه التطورات الاخيرة هو ان يردوا على دعاة التقسيم في صلاح الدين والانبار وغيرهما من خلال التأكيد على ان العراق ما هو إلاَّ اقليم واحد لا عدة اقاليم منقسمة متفرقة متخاصمة على طول التاريخ، وهذا ما يصبو اليه الاستكبار الاميركي والطاغوت «الاسرائيلي» ليتصارع الكل فيما بينهم، والجميع يفكر على حساب الآخرين، لا لمصلحة المواطنة العراقية والوطن الأُم، ويبقى هو ليحقق مصالحه الاستراتيجية في العراق المذبوح، خلافاً لاطلاقات الادلة التشريعية وعموماتها التي توجب وحدة ابناء الامة، ولأَنَّ هذا التقسيم عظيم الجُرم كتاباً وسنةً واجماعاً وعقلاً ووجداناً وتاريخاً.
وختاماً... إِنَّ الشريعة الاسلامية الخاتمة قد شنت حملة لا هوادة فيها في حرب الطواغيت واذنابهم من السياسيين الانتهازيين مثل هامان، والرأسماليين مثل قارون، وفي الوقت نفسه لم تعفِ الشريعة الخاتمة الامم والاقوام من المسؤولية الملقاة عليهم، بسبب الانقياد والتبعية الذيلية، فالأمم والأقوام هي التي تصنع الجبابرة والطواغيت كل الطواغيت في هذا الكون الرهيب وان غداً لناظره قريب.
احمد الحسني البغدادي
الأول من ذي الحجة 1432هـ