بيان سماحة الأخ المرجع القائد احمد الحسني البغدادي ايها المحتلون.. من هم الارهابيون نحن ام انتم؟
بيان
سماحة الأخ المرجع القائد
احمد الحسني البغدادي
ايها المحتلون.. من هم الارهابيون نحن ام انتم؟!..
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
يا امة حزب الله
اليوم.. نحن كعراقيين بكل مكوناتنا المختلفة امام امتحان صعب وعسير، يحتم علينا ان نكون بمستوى المسؤولية الاسلامية التاريخية.. بحيث يجب ان نتصدى لكل ما هو غريب عن تراثنا، وعن تصوراتنا، وعن ذاكرتنا التاريخية نستخدم((العقل الفاعل)) بدل((العقل المنفعل)) الى التحرر من قيود((العقل الجمعي)) لتحقيق نقلة نوعية يمكن ان تنقذ الامة من الاستحمار، والاستكبار، والاستعمار.
واليوم.. نحن في ظل الاحتلال الاميركي-البريطاني نواجه مصطلحات تتدخل وتشوه شريعتنا العملية الخاتمة، فبات الارهاب في العقل الاميركي(مقاومة مشروعة)، وباتت المقاومة المشروعة(ارهاباً).
واليوم.. نحن نرى من وجهة فرقآنية ان المقاومة في بلاد الرافدين الاشم، وفي كل الوطن الاسلامي الكبير لم تعد احزاباً وحركات تحرر وطني، ومقاومة تجاهد في سبيل تحرير اوطانها من هيمنة الاحتلال الفاقد للعواصم الخمسة المشهورة وحسب، وانما في واقع الحال((خيارات)) ونحن ملتزمون بها، وبهذا المناط كل الذين قدموا التضحيات -بالكلمة الهادفة الملتزمة، او بالبندقية المقاتلة الرامية لاستهداف الاله الاميركية- الجسام هم مجاهدون مناضلون احرار يستحقون الاحترام والتقدير والمساندة، ولنا شرف الانتساب اليهم.
واليوم.. نحن نتهم الاميركان بالارهاب من خلال توظيف الطائفية بين مكونات الشعب العراقي، ودعم فرق الموت هنا وهناك، والاصرار على الاخذ بالرؤية الاحادية، والمعايير الانتقائية في سياستها وهيمنتها العولمية الربوية الرأسمالية الامبريالية المتوحشة على مستضعفي العالم، ولازالت تواصل نهجها العسكري العدواني، وديمومة احتلالها الطويل الامد، وفرض نموذج استراتيجيتها بلغة النار والحديد.
يا احرار العالم.. ان الارهاب الدولي المنظم -الذي يمارس على يد قوى وانظمة ضد افراد وجماعات واطياف واعراق- المدان من كل مستضعفي العالم، لا يعطي المجال لخلط الاوراق المتعمدة بين الارهاب الدولي، وبين حق الامم والشعوب المستضعفة في مقاومة الانظمة الشمولية الفوقية المستبدة، وفي مقاومة الاحتلال الاميركي والاسرائيلي، وفي مقدمتها الشعب العراقي الذي اكتوى بأعتى طاغوت آحادي كوني منفرد في هذا الكوكب الارضي الصغير، لم يشهد التأريخ القديم- الجديد بمثله ارهاباً واستكباراً ودماراً وبواراً وتسيباً وضياعاً للوطن الاعز، وللعالم كله... والا ماذا يعني مشروع الشرق الاوسط الجديد غير التفتيت والتمزيق، وهي رؤية صهيونية قديمة- جديدة للتغلب على بلدان وشعوب المنطقة... والا ماذا يعني تأجيج الحروب الاستباقية الظالمة الفاسقة الكافرة ضد افغانستان والعراق، وغيرهما بطريقة مباشرة... والا ماذا يعني سياسة الاميركان البرجماتية القائمة على اساس المبدأ القائل: لا صداقات دائمة، ولا عداوات دائمة، وانما هناك مصالح دائمة... والا ماذا يعني يصار العراق كدولة مستهلكة يعتمد اقتصاده وتنميته وسياسته على الخبراء الاجانب، وهو الذي يمتلك اضخم مخزون من البترول والزئبق واليورانيوم... والا ماذا يعني تبني وزارة الدفاع الاميركية برنامج استئناف اعمار العراق، وبناء الدولة العراقية، وتأهيل النظام السياسي فيها، ومساعدة الشعب في بناء مؤسساته الاقتصادية والاجتماعية وغيرهما، التي تمثلت بالكم الهائل من العاطلين... والا ماذا يعني قصف العتبات المقدسة، ونسف مقابر الاولياء والصالحين، وبخاصة على مدينتي النجف وكربلاء المقدستين التي هما مبعث الثورات التحريرية، والدفاع عن بيضة الاسلام... والا ماذا يعني القضاء التام على قوى الشعب العامل عن طريق فتح ابواب الهجرة الى دول الاقليم الجغرافي، والدول الاوروبية امام الكفاءات والعقول العلمية، والطاقات البشرية... والا ماذا يعني الاغتيالات الكيفية الغامضة لكل العلماء العراقيين... والاماذا يعني نسف البنى التحتية، وتمزيق مؤسسات الدولة بدلاً من حمايتها.. والا ماذا يعني تبني(الفوضى الخلاقة) نشاهد من خلالها السيارات المفخخة، والاحزمة الناسفة التي تستهدف النساء والاطفال والشيوخ، او مناظر الجثث المقطوعة الرؤوس، او الجثث المحروقة، او المكسورة العظام، او القتلى بالرصاص الحي في عموم العراق، والقاء اللوم على المقاومة، ومحاولة تشويه سمعتها بين المواطنين العراقيين... والا ماذا يعني مجزرة جسر الائمة في الكاظمية، وتفجير قبة الامامين العسكريين في سامراء، ومذبحة الزركة التي حصلت قرب مدينة النجف التي تحمل اكثر من علامة استفهام، وعدم الاسراع في اجراء التحقيقات الدولية في ذلك كله... والا ماذا يعني من مهزلة تشكيل ما يسمى بـ((مجلس الحكم)) القائم على اساس المحاصصة الطائفية والعرقية... والا ماذا يعني رموز المعارضة العراقية وبخاصة الذين جاءوا على ظهور الدبابات الاميركية يملكون الملايين من الدولارات الصفراء... والا ماذا يعني تفعيل الفيدرالية التي تستهدف تقسيم العراق الى دويلات متناحرة ومتنافسة، بل ومتقاتلة فيما بينهم حول الموارد الطبيعية، والمالية، والحدود الادارية، والحقائب الوزارية السيادية.. في الوقت الذي هو اقليم واحد، وليس عدة اقاليم منقسمة ومختلفة على طول التأريخ... والا ماذا يعني التمسك بالمقولة الشائعة ان بمجرد خروج الاميركان ستحدث الحرب الاهلية بين ابناء الامة... والا ماذا يعني عدم الاعتراف بالمقاومة الاسلامية الوطنية والسياسية منها والعملياتية بوصفها هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب العراقي... والا ماذا يعني تغطية المقاومة العملياتية الوطنية منها والاسلامية في المثلث السني وحسب... والا ماذا يعني عدم اعادة الجيش العراقي للعمل في مؤسساته بعد محاسبة المسيئين من رموزه... والا ماذا يعني اصرار رئيس البيت الابيض عدم اعلان سقف زمني محدد بالخروج من الوطن المحتل... والا ماذا يعني وجود السفارات الاميركية في كل محافظة منها:((4)) مركزية و((18)) فرعية تعد دولة في دولة بوصفها من اكبر السفارات في العالم، ويقدر موظفيها بـ((3000)) موظف((1000)) موظف اميركي و((2000)) عامل عراقي... والا ماذا يعني انشاء قاعدة عسكرية ضخمة ما بين نهري دجلة والفرات، وهي تعد بديلاً استريتيجياً من القواعد العسكرية التي انشأتها في بعض دول الخليج... والا ماذا يعني بيع حبوب الهلوسة على قارعة الطريق، واقراص الافلام الجنسية التي يندى لها الجبين... والا ماذا يعني مساندة دور البغاء وتشييدها في المحافظات، وبخاصة الجنوبية منها، وتجنيد العاهرات للتجسس على المواطنين... والا ماذا يعني ان الصحافة العراقية في عصر الاحتلال اصبحت خائفة، او متواطئة، او عميلة، تبتكر المبررات الدينية والاخلاقية والتنظيرية والتأريخية لتسويغ أمرة الكافرين على المسلمين... والا ماذا يعني محاولة البعض الترويج بأن التكافؤ غير موجود بين العراقيين، وقوى الاحتلال الاميركي الغاشم... والا ماذا يعني محاولة البعض اثارة شبهة مفادها ان مقاومة العدو غير جائزة شرعاً وقانوناً وعرفاً وفيها مفاسد مستفيضة... والا ماذا يعني حين يختلق البعض الاعذار اللاوطنية بحجة ان الواقعية السياسية والتوفيقية ينبغي الاخذ بها بأعتبار ان العدو غدا هو القطب الاحادي الكوني المنفرد في الساحة العالمية، وان الجهاد السياسي والمسلح مشروط بتحقيق بعض المقومات التي تجعل الانتصار المحتوم على العدو أمراً ممكناً... والا ماذا يعني ما يزعمه البعض ان المرجعية الشيعية والسنية سواء بسواء تخاف على سفك دماء العراقيين دون ان تكون هناك فائدة يمكن ان يحققها العراقيون من ذلك، وان الافضل هو الاخذ بالعملية السياسية، ويمكن تحقق الاهداف المرجوة بخروج الاميركان... والا ماذا يعني حتى الان لم تنفع النصائح التي وجهت الى المراجع الدينيين القابعين في العراق وايران تطالبهم بالحاح في اصدار فتوى جهادية لمناهضة العدو الفاقد للعواصم الخمسة المشهورة... والا ماذا يعني اشاعة الحديث الصادقي القائل:((كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل... والا ماذا يعني عدم تطبيق اطلاقات الادلة القرآنية والسنة الصحيحة التي تؤكد بالوجوب العيني مقاتلة الكافرين والمشركين، وطردهم عن بلاد المسلمين... والا ماذا يعني المواد التي صدرت في الدستور العراقي الدائم التي تتألف من ثلاثة عشر مادة قانونية تخالف التوصيات والقرارات الاسلامية... والا ماذا يعني حينما رصدت وزارة البنتاغون مبلغا قدره ثلاثون مليون دولار بهدف نجاح خطة التشويه والتضليل لابطال المقاومة الوطنية والاسلامية من خلال العمليات الانتحارية التي تستهدف المساجد والحسينيات والتجمعات الشعبية... والا ماذا يعني حكومة موظفي الاحتلال المنتخبة بين هلالين لاحول ولا قوة لها بالافراج عن معتقلي احرار العراق السياسيين... والا ماذا يعني في ظل العراق(الجديد) تحققت جريمة تنجيس القرآن كتاب الله الاخير المحفوظ، والاستهزاء به، وبرسوله الكريم محمد(ص) في سجونهم الرهيبة... والا ماذا يعني في عهد(الديمقراطية) انجزت سياسة الارض المحروقة، تبيد الاطفال والنساء والشيوخ، وتنسف المدن بلا رحمة بأسم مطاردة الارهابيين... والا ماذا يعني تنفيذ قانون الحصانة للمرجعية الدينية بالنجف الاشرف على الذين جاءوا من خارج الحدود، عدم تطبيقه على ابناء جلدتهم من المرجعيات العربية الاسلامية الناطقة... والا ماذا يعني دور السفارة ومن ورائها الادارة الاميركية في اسناد الارهابيين المجرمين التكفيريين الذين يستهدفون السنة والشيعة سواء بسواء... والا ماذا يعني تصوير الاعلام العربي والاجنبي ان الشيعة جزء من المشروع الاميركي وانهم قد خانوا الامة العربية وادخلوا الغزاة المحتلين الى دار الاسلام مقابل ان تمنحهم القوى الكافرة المحتلة دويلة هزيلة خاوية بأسم الفيدرالية... والا ماذا يعني بقاء الملفات الرئيسية بيد قوى الاحتلال سواء كانت ادارية، او اقتصادية، او امنية، او لوجستية... والا ماذا يعني فرض مشروع الاصلاح السياسي والديمقراطية الاميركية كبديل عن الشريعة الاسلامية الخاتمة، وتأسيس خارطة جديدة لابناء الشرق الاوسط، وهيمنة المؤسسة العسكرية الاسرائيلية على اصقاع العالم، ودمجها داخل الشرق الاوسط الكبير، والوقوف بوجه الصحوة الاسلامية المتصاعدة، والتأكيد على عصر الصراعات الايديولوجية الذي قد ولى الى غير رجعة... والا ماذا يعني عدم اكتفاء تيار صقور اليمين المتصهين بهزيمة العراق، وانما يهدف الى تحويل الحرب الى هزيمة شاملة لكل العرب والمسلمين... والا ماذا يعني المشروع الاميركي- الاسرائيلي ضد الجمهورية الاسلامية في برنامجها النووي السلمي... والا ماذا يعني ان اميركا بوصفها القوة الكونية الاحادية لا يجب عليها ان تؤطر بالاعراف والاتفاقات الدولية التي تحد من امتيازاتها، وان الحرب الاستباقية اكثر فاعلية من الطرق الدبلوماسية... والا ماذا يعني افتخار رئيس وزراء عراقي على الملأ من الناس انه عميل للاستخبارات الدولية بشماعة انهاء الدكتاتورية في العراق.. وبعده يأتي رئيس وزراء آخر يصرح بصحيفة اجنبية انه لا يمانع باقامة علاقات مع المؤسسة العسكرية الصهيونية ان هي اعطت الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة رغبة منه في تلميع صورته امام البيت الابيض لعلهم يرجعونه الى رئاسة الوزراء.. وقبله رئيس جمهورية العراق حينما اعلن في مطلع 2006ميلادية في مقابلة خاصة بثتها القناة العربية الثانية للتلفاز الاسرائيلي ان بلاده مفتوحة على مصراعيها امام رجال الاعمال الصهاينة، وانه يرحب بكل مبادرة لفتح باب التبادل التجاري مع العراق بصورة علنية وتوجيهه دعوة رسمية لهم لاستثمار اموالهم في العراق... والا ماذا يعني حكومة تزعم انها وطنية واسلامية يتزعمها وزير دفاع بـ((الاصل هارب من الخدمة العسكرية)) اعترف على الملأ انه سرق مبلغ قدره مليار ومئتي دولار، ووزير الكهرباء هو الاخر متهم بالسرقة والتلاعب بمبلغ قدره ثلاثمائة وخمسون مليون دولار كانت مخصصة بالاصل للاصلاح واستيراد مولدات كهربائية تبين ان البعض منها راحت لحسابه الشخصي في البنوك الاجنبية، بل واخر كان مهندساً مغموراً ما بين ملايين العراقيين الموجودين في الخارج، ثم يغادر بطريق الجو في زيارة خاصة للثكنة الاسرائيلية ليغدو بعدها بطلاً قومياً، ويتعين في داخليتها... والا ماذا يعني من خلال معلومات موثقة تؤكد بأنه في منتصف العام2005ميلادية تم افتتاح مطار اربيل الدولي الكائن في محافظة السليمانية، وان هذا المطار يشغل ويدار من قبل طاقم اسرائيلي، ولم يرفع العلم الوطني العراقي في المطار، واستعاض عنه برفع العلم الاسرائيلي، والعلم الخاص... والا ماذا يعني وجود رجال الاعمار الاسرائيليين في العراق الذين يعملون في اكثر من تجاه، وعلى اكثر من جبهة ابرزها: الذين يعملون في مجال التنقيب عن البترول بغية نهب ثرواتنا، فقد كشفت صحيفة البينة في عددها الصادر بتاريخ 31حزيران العام2006ميلادية، والتي تصدرها حركة حزب الله/ العراق احد كتلة الاتلاف الموحد عن شركة:((سوسل)) الاسرائيلية حصلت من خلال شركة عراقية على عقدين للاستثمار في مجال التنقيب عن البترول الخام... والا ماذا يعني امتلاك اليهود على مساحات شاسعة من الاراضي العراقية بعد الاحتلال مباشرة، سواء من خلال عمليات الشراء بأسعار مغرية، او من خلال النهب والسلب، وبخاصة في شمال العراق وتحديداً مدينة كركوك الغنية بالذهب الاسود... والا ماذا يعني ظهور حركة دؤوبة داخل فلسطين المحتلة لشراء العملة العراقية، اذ غمرت الملايين منها الاسواق الاسرائيلية نتيجة ظاهرة الاقبال المتزايدة عليها من قبل مستثمرين يراهنون على ارتفاع قيمتها قريباً من جديد بنسب عالية... والا ماذا يعني اثارة مسألة التقريب بين المذاهب الاسلامية، بينما لا تثار مسألة تطبيق الاطروحة القرآنية على الشعوب والدول العربية والاسلامية... الم تكن هذه التساؤلات التي طرحناها على المهتمين بالشأن العراقي ارهاباً مدروساً تحتاج الى اجوبة وحلول لحل الازمة العراقية المستعصية.. والله تعالى خير ناصر ومعين والحمد لله رب العالمين.
احمد الحسني البغدادي
النجف الاشرف
26 صفر الاغر 1428هـ