بيان سماحة الأخ المرجع القائد احمد الحسني البغدادي حول معركة النجف ضد الهجوم الغادر للقوات الاميركية
بيان
سماحة الأخ المرجع القائد
احمد الحسني البغدادي
حول معركة النجف ضد الهجوم الغادر للقوات الاميركية في صيف 5 آب 2004
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد سبق ان دعونا الشعب العراقي العظيم مراراً وتكراراً إلى الاتحاد والائتلاف ، ورفع الصراعات الجانبية فيما بينهم .. ليكونوا يداً واحدةً ، وصفاً واحداً ، ورأيا واحداً .. أمام هذا العدو المستكبر الفاقد للعواصم الخمسة المشهورة.. كما سبق وان حذرنا ما يسمى بـ«الحكومة الانتقالية المؤقتة» بالذات من الانصياع إلى خطط ادارة الولايات المتحدة الاميركية ضد الشعب العراقي بوصفها حصلت على احتواء السلطة من الناحية النظرية ، وليست السيادة الوطنية المستقلة .
واضاف ــ الفقيه المرجع ــ السيد البغدادي قائلاً : أما الان وبعد شن القوات الاميركية الغادرة الكافرة المعتدية حملتها القاسية ضد أبناء الفلوجة والرمادي وسامراء ومدينة الصدر ، وشعلة الصدرين ، والناصرية والكوت والبصرة .. وخصوصا الهجوم الاول الغادر والاعتداء السافر على قدسية مدينة النجف الاشرف التي كانت مبعث الثورات التحررية ، والدفاع عن بيضة الإسلام .. فهتكت الحرمات ، وقصفت قبة الإمام علي (عليه السلام)، واريقت الدماء البريئة من الشيوخ والنساء والاطفال ، وهدمت البيوت ، واحرقت المتاجر ، واعلنت عما تكنه من عداء صليبي ، وكيد يهودي .. فيجب على الشعب العراقي ان يبذل الغالي والنفيس في استئصال الغزاة الطامعين ، وان تكف اجهزة الجيش والشرطة والمليشيات العراقية عن مساعدة المحتلين المعتدين السائرين في ركابهم ومناصرتهم ، وان تقطع عنهم أي معونة مادية أو معنوية بكل اشكالها ، ولتعلم هذه الاجهزة والميلشيات ان التحالف ــ كما نوهنا ــ مناهض للمصلحة الوطنية والاسلامية العليا .
ودعى ــ السيد المجاهد ــ كل مراجع وحوزات النجف وقم وبيروت ان يقوموا بدورهم الاسلامي .. الواجب عليهم في مثل هذه المذابح الجماعية ضد ابناء هذه المدن الصامدة المتصدية ان لا يقفوا مكتوفي الايدي تجاه القصف الصاروخي العشوائي ، فأن السكوت عنه من اعظم المنكرات الضرورية ، ومما يتيح للاعداء الصليبيين الصهيونيين الفرص التي تساعدهم على تحقيق ما يصبون اليه من ديمومة الاحتلال المباشر وغير المباشر .
ان الدفاع عن ابناء العراق المؤمنين الصادقين العاملين باب من ابواب الجنة ، فمن تركه البسه الله الواحد القهار ، ثوب الذل والهوان ، ومني بالبلاء والخسران ، وهلموا إلى كبح جموحهم ، وابادة جيوشهم .. واني شخصيا اعددت نفسي ودمي المتواضع لاداء الواجب الالهي ، وفريضة الدفاع عن حرمة بلد الانبياء والاوصياء (عليه السلام).
اللهم زد في درجات شهدائنا الذين رفعوا بدمائهم المتوهجة اعلاء كلمة التوحيد والرسالة في (بدر) وفي (عاشوراء) ونتمنى ان نكون على سيرتهم الاستشهادية عن قريب «ان شاء الله تعالى» لأنا مؤمنون ، ولأنا موقنون برحمتك يا أرحم الراحمين ، فانك افضل من دعي ، واحسن من أجاب .. والله أكبر وجهاد حتى النصر.(1)
احمد الحسني البغدادي
النجف الاشرف
5 آب 2004م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انفرد سماحة الأخ المرجع القائد به دون أقرانه من فقهاء ومراجع ، الذين غادروا النجف فجأة وقبل العدوان الغاشم بيوم واحد بوصفهم آثروا الخلود إلى الدعة والراحة والسكون بحجج هاوية .. جسدت شجاعته وجرأته التي لا توصف كاشفاً حقيقة ابعاد المؤامرة الصليبية في إبادة المقاومة الاسلامية والجيش المهدي سواء بسواء .