وثيقة رقم (105) ممثل جعفر بن محمّد كتبت قبل نعي الإمام بثلاثة ايام

وثيقة رقم (105)
ممثل جعفر بن محمّد
كتبت قبل نعي الإمام بثلاثة ايام
عقل عربي لم يشب بهجنة أو رطانة.. عقل مثقل بقوة الحجة والبرهان واستنباط الاحكام.. جسم ضعيف منهك بأعباء الفتيا وثقل المسؤولية.. مَثَلْتُ وصحب لي كرام بين يدي الإمام الاكبر آية الله العظمى السيّد البغدادي، وانك لتلمس منذ الوهلة الأولى وانت تمثل بين يديه هيمنة العقل، وجلال العلم، ودماثة الخلق، والتواضع الجم، وغزارة الادب، وكرم الوقار.
تمثل بين يديه وكأنك تمثل بين يدي «المشرع» الثاني أبي عبد الله جعفر بن محمّد (ع).. أبى خلقه الكريم الا أن يشرفنا مشاركاً سهرتنا مع حفيده سماحة العلامة أحمد الحسني البغدادي على الرغم من شيخوخته وضعفه.. اضفى على المجلس من روائع العلم ونوادر الادب ما يضيفه الشريف المرتضى على مجلسه ما طرحت عليه مسألة بين يديه.. الا ورأيته يتدفق كالسيل ليشبع المسألة بحثاً وتدقيقاً.. لم يرض سطحية الجواب دون التعمق الى دخيلة ما طرح عليه من سؤال ومناقشته نقاشاً جدياً مشبعاً بروح الإسلام وتعاليمه، ينطق وما يطلبه العصر الحديث من جدية.. يتدفق الجواب من فمه الكريم، وعيناه تتطلعان في الافق البعيد والبعيد جداً كأنه يستوحي ظاهرة المسألة ما خفي منها من مرجعه الاعلى جعفر بن محمّد (ع). جلسة ملذة، وحديث معطر بفقه القرآن، والسنة الصحيحة، والمضمخ بأريج النبوة، وشرعة السماء، يتفجر من ينبوع صاف أمين لمصب روافد الرسالة ذلكم هو سماحة المجتهد الاكبر السيّد محمّد الحسني البغدادي. سيدي ممثل جعفر بن محمّد (ع): معذرة إن قصر بي القلم اذ كتب بي الفكر متواضعة بين يديك متعثرة بأذيال الخيبة والفشل، اذ لم نوفق الى الوصول الى اعتابك، وأنَّى لها الوصول لتأخذ الصورة كما ينبغي، ومثلك من يعذر المسف المقصر.
خليل رشيد
صحيفة العدل النجفية
ع: 6، س: 1973
محمّد الحسني البغدادي
المسيرة الجهادية والفكرية في قراءة حوارية ووثائقية
خلال سبعة عقود من الزمن 1298 – 1392 / 1881 - 1973
سماحة آية الله العظمى احمد الحسني البغدادي
الطبعة الشرعية الأولى، 1438هـ ــ 2017م
دار احياء تراث الامام البغدادي، النجف – العراق
ص: 431 وما بعدها