في الثقافة الدينية.. إضاءات وتأملات تفسيرية جديدة بيان حول حلول شهر رمضان المبارك بيان حول حلول شهر رمضان المبارك كلمة مودة فقيه ناقد لن يهدأ رسالة تقييم حول الاصدار الجديد في الثقافة الدينية زيارة الدكتور امير العطية والوفد المرافق له لسماحة الفقيه المرجع القائد دام ظله في الثقافة الدينية مقتطفات من حديث المفكر العربي الدكتور عبد الحسين شعبان لمنصة مجتمع حول كتابه: دين العقل وفقه الواقع: مناظرات مع الفقيه السيد أحمد الحسني البغدادي. رسالة سماحة الفقيه المرجع القائد أحمد الحسني البغدادي دام ظله الموجهة الى الأمة العربية والإسلإمية

علماء أمتي الحلقة (20) المرجع الديني السيد محمد الحسني البغدادي قدس الله روحه

علماء أمتي الحلقة (20) المرجع الديني السيد محمد الحسني البغدادي قدس الله روحه

علماء أمتي

الحلقة (20)
المرجع الديني السيد محمد الحسني البغدادي قدس الله روحه



بقلم: سماحة الشيخ أسامة آل بلال النجفي*

 


وهو سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد بن آية الله المجاهد السيد صادق بن العلامة السيد محمد بن العلامة السيد راضي بن العلامة السيد حسين بن العلامة الكبير السيد أحمد العطاّر بن العلامة السيد محمد العطاّر ، المتوفى عام (1170 هـ) ، وعُرف بالعطاّر لأنه سكن في سوق العطارين المعروف حالياً بسوق الشورجة في (بغداد) فعرف بهذه النسبة ، وهو ينتسب إلى سادن الحرم الكاظمي الشريف وأمير الحاج ونقيب الأشراف السيد عطيفة الحسني (رحمه الله) المتوفى عام (933 هـ) ، وهو السيد الشريف الحسيب النسيب الذي تنسب إليه (العطيفية) في كرخ (بغداد) ، وينتهي نسبه الشريف إلى الأمير أبي نمي أمير الحجاز ، المتوفى عام (721 هـ) ، وهو جد الأسر الحسنية التي تقطن العراق ، وجد الأسرة الهاشمية التي حكمت الحجاز والعراق ، المنتهي نسباً إلى موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن بن أمير المؤمنين (صلوات الله عليهما) ، ويُعد هذا النسب من أوثق الأنساب الثابتة التي لا يشوبها شكٌ ، ولا ريبٌ ، ولا تلاعبٌ ، ويجتمع معهم في هذا النسب أسر علمية وأدبية وسياسية وتجارية مرموقة ، كالسادة آل الحبوبي ، وآل زيني ، وغيرهم من السادات ، لقد ولد السيد محمد الحسني البغدادي (قدس الله روحه) ، في (النجف الأشرف) عام (1298 هـ) ، منحدراً من هذا النسب الشريف ، متورقاً من تلك الشجرة المباركة الطيبة ، منتسباً لذلك العِرق الطاهر ، منتمياً لتلك الأسرة التاريخية التي قال عنها العلامة المحقق الشيخ جعفر محبوبه (رحمه الله) ، في كتابه (ماضي النجف وحاضرها ج 5 ص 183) ، ما نصه : (أسرة من الأسر العلوية ، وفرع من فروع الدوحة الحسنية ، تقيم في بغداد من عهد قديم ، وهي من الأسر الشريفة بحسبها ونسبها ، عريقة المجد ، شهيرة بالعلم والفضل والأدب ... كانت تعد من الأسر المثرية ، ذات الثروة الطائلة ، لها سمعة سائرة ، وصيت ذائع ، ومكانة سامية ، ومحل عالٍ في السؤدد والعزة والإباء ، وكانت لهم مكتبة حافلة بأنواع الكتب ، فيها من النفائس والأعلاق الثمينة قلما يوجد في خزائن الملوك مثلها ، وهي من الأسر التي تشتغل بالتجارة ، وفيها كثير من رجال الخير والصلاح والبر والتقوى ، لها آثار معروفة باقية من خانات معدة للزائرين بين بغداد وكربلاء ، شادها أسلافهم السابقون محبو الخير وعشاق الدين ، ولهم في النجف دورٌ واسعة في محلة المشراق ، وهي من أوسع الدور وأقربها من الحرم العلوي) ، وقال العلامة الدكتور حسين علي محفوظ (رحمه الله) في كتابه : (السادة الحسنية ص 2) : (وهم بقية من بقايا البيوتات العدنانية المضرية القرشية الهاشمية المطلبية الطالبية العلوية الحسنية المشهورة في بغداد ، والعراق ، والوطن العربي ، والعالم الإسلامي ، والعالم ... وقد انتشر أسلافهم في العراق والآفاق وملأوا الدنيا ، وشغلت آثارهم ومآثرهم الناس في العراق ، والحجاز ، والشرق ، والغرب في العصر الأموي ، والعباسي ، في سائر الأمصار والأعصار) ، فكان سيداً في النسب والحسب منذ ولادته ، فتربى تربية صالحة على يد والده العلامة الجليل ، الذي أولاه عناية خاصة لما تفرس به من قابليات إيمانية وعلمية ، وبعد مرحلة البيت الطاهر تحولت المرحلة لأروقة العلم والفضل والمعرفة ، فحضر الدروس الحوزوية في أروقة الحاضرة النجفية ، التي كانت مكتظة بأساطين الفقهاء وجهابذة العلماء ، فحضر عند مشايخ الفقه والأصول ، وأئمة المعقول والمنقول ، وكان أبرزهم المحقق الشيخ محمد كاظم الأخوند الخراساني ، والشيخ فتح الله شيخ الشريعة الأصفهاني ، والشيخ محمد حسين النائيني ، والشيخ ضياء الدين العراقي ، وغيرهم (قدس الله أرواحهم) ، حتى نال أعلى مراتب الإجتهاد عن جدارة ، وأصبح من الطبقة العلمية المعروفة في الحوزة النجفية بالفقاهة ، وكان قد ورث عن أبائه وأجداده حب المذاكرات العلمية ، فكانت داره ندوة علمية كبرى يتزاحم الفقهاء والعلماء والأدباء على حضورها ، لإثارة المسائل العلمية ، وقد أشار إليها المؤرخون ، كـ (ماضي النجف وحاضرها ج 5 ص 228) ، حيث قال : (ناديه مدرسة دينية ، تلقى فيه الدروس النافعة ، ولم يفتر عن المذاكرة والدرس والتدريس) ، وقال العلامة الشيخ محمد مهدي الأصفي (رحمه الله) في (مدرسة النجف ص 21) : (وتأريخ هذه الندوات وما يجري فيها من حديث ، وما كان يثار فيها من نقاش ... تاريخ للنشاط الفكري الإسلامي في النجف ... فكان من أهم هذه المجالس في العقد السابق مجلس السيد محمد الحسني البغدادي حيث كان يحضره جماعة من العلماء والفضلاء) ، لكن هذه الندوة العلمية فقدت رجالها ففرق أوتادها الموت ، مما حدا بالسيد البغدادي (قدس الله روحه) أن يطوي صفحتها ، قال الأستاذ محمد علي جعفر التميمي (رحمه الله) في كتابه (مشهد الإمام ج 2 ص 324) : (وعلى ما علمت بأن دار الحجة البغدادي كانت سابقاً ندوة علمية كبيرة في النجف تضم نخبة ممتازة من حجج الإسلام وآيات الله العظام ، وتجري في هذه الندوة بحوث علمية كبيرة وكثيرة غير أنه في الوقت الحاضر اعتزل عن الناس لأسباب يعلمها سماحته وليس من حقنا المناقشة في هذا الباب إلا أنني أتصور أن الحوادث الزمنية هي السبب الأوحد في هذا الإنعزال) ، كما ونجد مترجميه يتفقون على فقاهته ، وشجاعته ، وجرأته ، وسداد رأيه ، قال في (ماضي النجف وحاضرها ج 5 ص 228) : (وهو المبرز من هذه الأسرة ، وعليه تدور رحى علومها ، ولم يكن من هذه الأسرة غيره من طلبة العلوم الدينية ، وهو من السابقين في الفقه والأصول ، والحائزين على النصيب الأوفر منهما ، حاز مرتبة الإجتهاد ، وحلق في سماء الفضل ) ، وقال الدكتور الشيخ محمد هادي الأميني (رحمه الله) في كتابه ( معجم رجال الفكر والأدب في النجف ج 1 ص 248) : (فقيه أصولي متضلع ومجتهد جليل ومجاهد ومن مراجع التقليد والفتيا ، مؤلف شاعر متتبع متبحر في الفقه والأصول والأدب ، يمتاز بسداد الرأي ودماثة الأخلاق والأريحية والتفكير الصائب ، تخرج في النجف وتصدى للتدريس وإقامة الجماعة في الصحن الحيدري) ، فكان صريحاً كالكتاب المفتوح الذي لا يحتاج إلى مترجم ، فمواقفه في شتى القضايا الدينية والسياسية واضحة كقضية المشروطة والمستبدة ، والإحتلال البريطاني للعراق ، ومشاركته بمعارك الكوت والشعيبة ، وموقفه ضد المد الشيوعي ومناصرته لجماعة العلماء ، وموقفه حول قضية فلسطين ، وطغيان الشاه المقبور ، والمساندة لمواقف السيد الخميني (قدس الله روحه) ، ووقوفه بوجه تهورات بعض حكاّم العراق ، وغيرها من القضايا المصيرية ، لذلك أنا أختلف مع الأستاذ التميمي الذي تناقض كلامه في (مشهد الإمام ج 2 ص 324 – 325) ، حيث قال : (وقد تشرفت بزيارة سماحته في داره ، فوجدت علماً غزيراً وعقلاً كبيراً ونفساً طيبة ، تحيطها شيئاً من الكتمان والغموض ، ثم أنه يتصف بسدادة الرأي ، ودماثة الأخلاق ، والكياسة ، والتصرفات الحكيمة ، ويمتاز بتفكيره الثاقب وتجاربه السديدة الثمينة وصراحته المطلقة ، وهو يحمل من التقوى بما يخالف النفس والهوى ، وأن هذه الظاهرة الدينية تكاد تسيطر على عامة شؤونه وأوضاعه فيحجم عن كثير من المداخل المشروعة لأنها تتنافى مع ما سميناه بالتقوى والزهد) ، فإن (الكتمان والغموض) لا يجتمع مع (الصراحة المطلقة) ، وعلى أي حال ، فقد إمتاز السيد البغدادي (قدس الله روحه) ، بأن لا يسكت عن أي موقف ديني أو سياسي إلا وأن يبيّن رأيه الشرعي فيه ، كي يبرئ ذمته أمام الله عزّ وجلّ وهذا قد لا يتماشى مع بعض النفسيات الضعيفة الدينية والسياسية مما سببت له معاناة خاصة ، لكن هذا لم يمنعه من السير قدماً في مشروعه الديني ، فقد تصدى للمرجعية الدينية بعد وفاة أستاذه المرجع الديني الكبير الشيخ محمد حسين النائيني (قدس الله روحه) ، المتوفى عام (1355 هـ) ، وأما بعد وفاة الفقيه الورع التقي الشيخ جعفر البديري النجفي (قدس الله روحه) ، المتوفى عام (1369 هـ) ، بسنتين طالبت الجماهير النجفية القاطنة في محلة (المشراق) أن يخصص مكانه في الصحن الحيدري الشريف للسيد البغدادي (قدس الله روحه) ، وتمت الموافقة من قبله وصلى عام (1371 هـ) ، وكان يوم صلاته مشهوداً لأسباب خاصة لا ينبغي ذكرها حالياً ، وبقي على هذا الحال ، مرجعاً دينياً ، وناطقاً سياسياً ، وإماماً لمحرابه ، وصدراً لمجلسه ، وأستاذاً لمنبره ، حتى مرض وأشتد به المرض ووفاه الأجل عام (1392 هـ) ، وشيع تشيعاً يتناسب مع مكانته العلمية ، وصلى على جثمانه الطاهر حفيده السيد أحمد الحسني البغدادي (حفظه الله) ، ودفن في داره جنب مسجده ومكتبته المطلة على شارع الإمام زين العابدين (صلوات الله عليه)  في محلة المشراق من محلات (النجف الأشرف) ، وقد ترك بعض المؤلفات ، منها كتاب : (وجوب النهضة ، رؤية تأسيسية إستباقية حول الجهاد الدفاعي) و(التحصيل في أوقات التعطيل) و(حاشية وتعليقة على العروة الوثقى) و(هداية الأنام لشريعة الإسلام) و(مناسك الحج) و(منظومة في الصوم والإعتكاف والخمس) و(خير الزاد ليوم المعاد) و(بغية الطلاب) و(إرجوزة في نسبه الشريف) ، وغيرها .
أخلف ولدين هما : المرحوم السيد كاظم ، والمرحوم السيد تقي ، كما أخلف حفيدين لهما اليوم السمعة والصيت .
ولا بأس بذكر جده وأبيه وحفيديه ، كما هي عادتنا في الترجمه :
أما جده الأعلى فهو سيد العلماء وشيخ الفقهاء وشاعر الأدباء السيد أحمد الحسني البغدادي المعروف بـ (العطاّر) ، ولد في (النجف الأشرف) عام (1128 هـ) ، قال في (ماضي النجف وحاضرها ج 5 ص 192) : ( كان المقدم من هذه الأسرة ومن أفراد الدهر في علم الفقه والأصول والحديث والرجال ، وهو من أعيان عصره ، له ذكر في التقوى والصلاح وله الجامعية في جملة من الفنون واليد الطولى في الأدب ، كان زاهداً عابداً له كرامات ومقامات باهرة) ، وذكر نحوه في (الحصون المنيعة) ، حضر أبحاث أعيان العلماء والفقهاء أمثال الزعيمين الدينيين لحوزة (النجف الأشرف) في القرن الثاني عشر الهجري وهما : الشيخ محمد مهدي الفتوني (قدس الله روحه) ، المتوفى عام (1183 هـ) ، والشيخ محمد تقي الدورقي (قدس الله روحه) ، المتوفى عام (1187 هـ) ، وينقل بأن عمدة تلمذته على العالم الكبير الشيخ الآغا محمد باقر الهزارجريبي (قدس الله روحه) ، المتوفى عام (1205 هـ) ، والظاهر أنه لم يحضر عند الشيخ الآغا باقر الوحيد البهبهاني (قدس الله روحه) ، المتوفى عام (1205 هـ) ، لأنه يعبر عنه بـ (الفاضل المعاصر) أو (شيخنا المعاصر) ، ومنه يُعلم الخطأ الفاحش في نسبة تلمذة السيد أحمد العطاّر على يد السيد محمد مهدي الطباطبائي المعروف بـ (بحر العلوم) ، (قدس الله روحه) ، المتوفى عام (1212 هـ) ، لذلك قال الأستاذ الدكتور السيد حسن عيسى الحكيم (حفظه الله) في كتابه (المفصل في تأريخ النجف الأشرف ج 5 ص 289) : (ويحوط الشدة في تلمذة السيد أحمد الحسني على السيد بحر العلوم المولود عام 1155 هـ ، وربما كانت بينهما صلات أدبية) ، بل يظهر لنا من مصادر ترجمته أن بينه وبين السيد مرتضى الطباطبائي والد بحر العلوم (قدس الله روحيهما) مراسلات ،علماً بأنه رثى السيدين الطباطبائيين ولم يظهر من مراثيه أنه من تلامذة الأب فضلاً عن الابن ، وأما كونه من أصحاب المقامات والكرامات ، فقد إتفق المؤرخون لحياته الشريفة على وصفه بهذه الصفة ، له من المؤلفات الكثير ، منها كتاب (التحقيق ، في الفقه) و(التحقيق ، في الأصول) و(رياض الجنان في أعمال شهر رمضان) و(أرجوزة الجمال عن حال الرجال) و(كتاب في النحو) و(كتاب في المنطق) و(الرائق في أشعار الخلائق) و(ديوان شعر) ، توفي (قدس الله روحه) ، عام (1215 هـ) في (النجف الأشرف) ، وشيّع تشييعاً كبيراً ، حضرته (النجف الأشرف) عن بكرة أبيها وصلى عليه شيخ الطائفة الشيخ جعفر الكبير كاشف الغطاء (قدس الله روحه) ، ودفن في الإيوان الذهبي للحرم العلوي الشريف ، قرب مرقد العلامة الحلي (رضي الله عنه) ، وأخلف عدة أولاد علماء أدباء وهم : السيد حسين ، والسيد محمد ، والسيد هادي ، والسيد موسى ، رحمهم الله جميعاً .
وأما والد المترجم فهو آية الله المجاهد السيد صادق الحسني البغدادي ، المولود في (النجف الأشرف) عام (1283 هـ) ، فترعرع طالباً للعلم والمعرفة والفضل على يد الجهابذة المخضرمين ، أمثال الشيخ محمد طه نجف ، والشيخ محمد حسن المامقاني ، والشيخ محمد حسين الكاظمي ، والشيخ محمد كاظم الأخوند الخراساني (قدس الله أرواحهم الطاهرة) ، ونال مرتبة الإجتهاد ، وصار من أعلام الأمة ومن خير من يمثل الأئمة (صلوات الله عليهم) ، علماً وفضلاً ومعرفةً وورعاً وتقوى وزهداً ، قال في (ماضي النجف وحاضرها ج 5 ص 226) : (وطلب العلوم الدينية ، وحصل منها ما أهله للفتيا والإرشاد والهداية ، فخرج من النجف وأقام في بغداد ، وانتفع به خلقٌ كثيرٌ ، وكان قانعاً زاهداً عابداً ، وهو من المجاهدين في اللسان والسنان، سافر إلى (الشعيبة) لحرب الإنكليز سنة 1914) ، له عدة مؤلفات في الفقه والأصول ، طبع منها كتابه المشهور (الحجة البالغة للشيعة في نقل الموتى في الشريعة) ، الذي رد فيه على السيد محمد علي هبة الدين الشهرستاني (قدس الله روحه) ، الذي حرّم نقل الجنائز من بلد إلى بلد أخر ، توفي (قدس الله روحه) في (بغداد) عام (1336 هـ) ، وحمل على الأكتاف إلى (الكاظمية) كما حدّث المحقق الشيخ آغا بزرك الطهراني (قدس الله روحه) ، ثم نقل إلى (النجف الأشرف) ودفن في داره الواقعة في محلة العمارة ، أخلفه ثلاثة أولاد وهم : المرجع الديني الكبير السيد محمد الحسني البغدادي – صاحب الترجمة - ، وسماحة آية الله السيد مهدي الحسني البغدادي (قدس الله روحه) ، والسيد جعفر .
وأما حفيده الأكبر فهو سماحة آية الله المجاهد السيد أحمد الحسني البغدادي (حفظه الله) ، ولد في مدينة (النجف الأشرف) عام (1365 هـ) ، وتربى في حجر جده تربية الشيوخ ، وحضر الدروس العلمية في حوزة (النجف الأشرف) ، غير منفك عن نصائح الجد وحكمته في توجيه شخصيته العلمية ، فحضر أبحاث جده والشيخ محمد تقي آل الشيخ راضي والسيد الخميني والسيد الخوئي (قدس الله أرواحهم) ، وكانت له مباحثة إثنينية في موسوعة (جواهر الكلام) مع سماحة المرجع الديني آية الله الورع التقي السيد محمد مفتي الشيعة (قدس الله روحه) ، عدة سنوات ، وأقام الجماعة في الصحن الحيدري الشريف بتوجيه من جده عام (1390 هـ - 1970م) ، وله من العمر خمس وعشرين عاماً ، ومن المعروف بأنه من المنخرطين بالعمل السياسي السري والعلني منذ شبابه وبقي على هذا الحال حتى خرج قهراً من (العراق) مشياً على الأقدام إلى جمهورية إيران الإسلامية عام (1418هـ - 1998م) بسبب إصدار مذكرة إعتقال بحقه من حكومة بغداد بسبب عمله الجهادي السري ، ولم يبقَ في (إيران) طويلاً فحل في (دمشق) وبقى صاحب قلم وفكر ، ولسان ويد ، معارضاً للنظام الصدامي بكل ما أتي من قوة ، وبعد إحتلال العراق أميركياً عاد إلى وطنه الجريح ، ولكن الوضع لم يكن إسلامياً فليس لمثله مكانٌ في (عراق أمريكا)، وسببت تصريحاته وخطاباته النارية  مداهمة داره ومكتبه في (النجف الأشرف) مرتين الأولى قامت بها قوات (محلية) في كانون الاول 2005م، والثانية قوات أميركية في تشرين الاول 2008م وتم خلالها اعتقال ولده (محمد). وبالتالي اختار الإعتزال تطوعاً لا جبراً في داره وذلك في صيف 2012م، ولكن هذا الإعتزال او (الاغتراب) لا يعني تركه العمل السياسي والمراقبة الكثيفة للأوضاع الداخلية والخارجية ، والنصح لمن استنصحه ، ناهيك عن الكتابة التي يواظب عليها في الفقه والسياسية ، فله قابليات خاصة وفريدة في الكتابة والمحاضرة ، وهو جارنا في حي الأطباء ، عرفته قديماً فرأيته رجلاً حكيماً موسوعياً في التأريخ والسياسة وغيرهما ، لا يبخل عليك بمعلومة ولا بنصح ، شجاع في المواقف ، صريح في النقاش ، لا يتكفل ولا يتململ ، متواضع الجناح ، بسيط المعيشة ، شديد الـتألم على وطنه وشعبه منذُ أن عرفته ، له عدة مؤلفات وكتابات ، منها كتاب (بحوث في الإجتهاد) و(التفسير المقاصدي تصحيح مفاهيم ونظرة تجديد) و(التفسير الجديد لحركة التاريخ في النص القرآني) وموسوعة (تأصيل معرفي بين الثورية واللاثورية) ، طبع منها (عشر مجلدات) ، التي جمعت أكثر ما كتبه وما قاله من مقابلات وأحاديث وبيانات وفتاوى جهادية ، ولنا معه عودة للضرورة التاريخية .
وأما حفيده الآخر فهو سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد علي الحسني البغدادي (حفظه الله) ، ولد في مدينة (النجف الأشرف) عام (1375 هـ) ، وحضر أبحاث العلماء والفقهاء أمثال الشيخ محمد تقي آل الشيخ راضي والسيد الخوئي والشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر والشهيد الشيخ علي الغروي (قدس الله أرواحهم) ، وعرف بالتحقيق والتدقيق في الفقه والأصول ، والصراحة في المواقف ، تصدى للمرجعية الدينية بعد إستشهاد المرجع الديني الكبير سيدنا الأستاذ السيد محمد الصدر (قدس الله روحه)، المستشهد عام (1419 هـ)  ، وفي مرضه الأخير زاره العلماء والوجهاء وممن زاره السيد محمد رضا نجل المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني (حفظه الله)، وعرض عليه السفر خارج العراق للعلاج إلا أنه رفض العرض - متشكراً - مؤمناً بأن (ما أصابك ما كان ليخطئك ، وما أخطأك ما كان ليصيبك) ، له مؤلفات منها كتاب (أسرار المكاسب) و(أسرار الأصول) و(المطارحات) و(الشامل في القواعد الفقهية) و(العرفان في تفسير القرآن) و(موجز أحكام الشريعة) و(معالم الإمامة) و(فقه القبائل) و(فقه العترة في ثوبه الجديد) و(الجهاد الإسلامي) ، وغيرها ...


            مجلة التراث النجفي
             العدد: 76 – 77
                 السنة: 2017م – 1438هـ

 

 


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أستاذ الحوزة العلمية في النجف الأشرف

لا توجد تعليقات

أضف تعليقك

  • عريض
  • مائل
  • تحته خط
  • إقتباس

من فضلك أدخل الكود الذي تراه في الصورة:

Captcha